الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ريم الرياحي (بطلة مسلسل ناعورة الهواء): كان على الوطنية انتاج مسلسل ديـنـي عــوض صنـصـرتـنــا

نشر في  09 جويلية 2014  (11:02)

 تونس ليست «ناعورة الهواء»، لـكـن الحـقـيـقـة مـــوجـعـة

تمكنت الممثلة ريم الرياحي خلال العشرة أيام الاولى من شهر رمضان ان تدير اليها الرقاب وتجذب انتباه المشاهد من خلال شخصية مستفزة ومعقدة جدا وهي شخصية حنان في مسلسل «ناعورة الهواء» تلك المرأة التي تتخلى عن كل مبادئها من اجل تحقيق الربح المادي فنراها تتاجر بالمخدرات وبالاطفال وبالاعضاء وتدخل ميدان الدعارة المنظمة وغيرها من الآفات والصفات التي جعلت من ريم الرياحي صاحبة الملامح الجميلة والدافئة امرأة متعجرفة يملئها الحقد والكره ...
ريم الرياحي التي تركت بصمتها في اكثر من عمل درامي ونجحت في ان تكون نجمة الشاشة من خلال منوعة الفوزاير سنة 2000 مع رؤوف كوكة، اختفت مدة على الانظار لتعود الينا من جديد في ابرز عمل درامي في رمضان 2014، وبحكم استقرار ريم صحبة اطفالها الثلاثة وزوجها مديح بلعيد مخرج «ناعورة الهواء» في فرنسا، كان لنا اتصال بريم عبر الهاتف ودار بيننا حوار مطول حول دورها في «ناعورة الهواء»؟  وسرّ اختفائها ؟ كما تحدثنا عن سامي الفهري والفوازير والسياسة وامور اخرى ندعوكم لاكتشافها..

في البداية، ما السرّ وراء اختفاء ريم الرياحي عن الاعمال الدرامية؟
هي انشغالات عائلية فبحكم اني مستقرة بفرنسا ومتزوجة وفي كفالتي 3 اطفال صار من الصعب المرواحة بين الفن والعائلة، من جهة اخرى انا لم اكن يوما كثيرة الظهور في الاعمال الدرامية وذلك لاني عادة ما لا اقتنع بكل الادوار التي تمنح لي.
ومالذي اغراك في مسلسل ناعورة الهواء ؟
اولا لأن السيناريو جيّد جدا، حيث يسلط المسلسل الضوء على مواضيع طالما كانت محظورة وتهم كل شرائح المجتمع  كما ان شخصية «حنان» في المسلسل شدتني منذ البداية فهي شخصية معقدة وفيها مزيج من الشرّ والخير
بعد نجوم الليل تعودين مع ناعورة الهواء وهما عملان من اخراج مديح بلعيد، فهل نستنتج انك ترفضين العمل مع مخرج غير زوجك؟
لا لا اطلاقا، فهذه المرة وجهت لي الدعوة من قبل المنتج نجيب عياد فهو الذي رشحني لتجسيد شخصية حنان، وهذه ليست المرة الأولى التي يمنحني فيها نجيب عياد دورا هاما وذلك ببساطة لان هذا المنتج لا يتجاهل الممثلين الذين سبق وان تعامل معهم، من جهة اخرى وبخصوص مديح بلعيد فالصدفة وحدها هي التي جمعتني به في عملين وعموما هي فرصة جميلة ويشرفني ان اعمل مع مخرج متميز ومع زوجي بطبيعة الحال.
عبّر مؤخرا فريق ناعورة الهواء عن استيائهم من التجاء مؤسسة التلفزة الى صنصرة بعض المشاهد المهمة ، فكيف تقبلت انت ما اقدمت عليه التلفزة التونسية ؟
انا ضدّ الصنصرة خاصة في الوقت الحالي اي بعد الثورة وبعد ان تمتعنا بحرية التعبير والابداع.. ولعل ما يؤسفني فعلا هو ان من قام بتشويه بعض المشاهد هم مجموعة من الذين لا دراية لهم بعمليات المونتاج اضافة الى قلة خبرتهم، ولا اعتقد ان من قام بعمليات الصنصرة يدرك قيمة الخطأ الذي ارتكبه او قيمة تلك المشاهد ومجهود كامل فريق العمل من اجل انجازه، كما اريد التأكيد اننا لم نلتجأ الى الاثارة المجانية او تصوير مشاهد مسقطة ليتم حذفها ..ان هدفنا كان اظهار جوانب من الحقيقة .
صحيح ان العمل صار ملكا للتلفزة التونسية لكن ليس لديها الحق في التصرّف في محتواه خاصة وانهم اطلعوا على فحوى السيناريو قبل بدأ التصوير فلماذا لم يتم اخبار المخرج بحذف تلك المشاهد، واعلام الفريق ان هناك خطوطا حمراء لا يجب تجاوزها كما كان على هذه المؤسسة انتاج مسلسل ديني منذ البداية ..ان قلة الحرفية الصادرة عن البعض داخل مؤسسة التلفزة أزعجت فريق العمل وكل ما اتمناه اليوم هو ان تحترم هذه المؤسسة العمومية مجهود الغير وتتخلى عن عقلية المقص مع العلم ان ادارة التلفزة وعدت فريق المسلسل بعدم صنصرة اي مشاهد اخرى لانه وصدقا شخصيا شعرت بألم كبير عند رؤيتي لعمليات التشويه التي طالت بعض المشاهد وكأن من قام بهذه العملية «جزار» وليس تقني .
الا ترين ان السبب قد يكمن في قسوة تلك المشاهد بالنسبة للأطفال؟
شخصيا لي 3 اطفال ولا احب ان يشاهدوا اعمال العنف وغيرها لكن هناك اختراع اسمه تحديد العمر على الاعمال الممنوعة على الصغار واعتقد ان الوطنية الاولى وضعت علامة اقل من 12 سنة وبالتالي بحمل الأولياء المسؤولية هنا.
اعتبر البعض مسلسل ناعورة الهواء صادما، فبماذا تعلقين؟
صراحة انا من صدمت عند معرفتي ان البعض يعتبر مسلسل ناعورة الهواء صادما، اعتقد ان الحقيقة مؤلمة وان البعض لا يريد ان يفتح عينيه لمشاهدة الجانب الآخر المظلم، مع العلم ان ما نقلناه، يكاد ينشر بصفة يومية على صفحات الجرايد وفي ركن القضايا وهنا اتساءل لماذا ترفض بعض الاطراف الاعتراف ان الآفات الاجتماعية التي سلطنا عليها الضوء في ناعورة الهواء ماهي الا حقائق تنخر هذا المجتمع، ومهمتنا تعرية هذا الواقع ومعالجته وايجاد حلول له اي وضع الاصبع على الداء..من جهة اخرى لا يجب ان ينكر اي شخص ان تجارة المخدرات والدعارة المنظمة واستغلال الاطفال والمتاجرة بالاعضاء ليست مواضيع من وحي خيال المؤلف بل هي حقائق ملموسة وموجودة.. واعتقد ان الصدمة بعد مشاهدة «ناعورة الهواء» ستكون ايجابية، وختاما اقول لكل من قال ان ناعورة الهواء صادم ان صدمة هذا العمل لن تكون أكثر حدّة من الارهاب المتفشي في البلاد ولا من انتشار السلاح واحداث الشعانبي واغتيال جنود الوطن ولا من كل المشاكل والازمات السياسية ولهؤلاء اقول :» اهتموا اكثر بما تعانيه البلاد من ازمات وذلك أفضل من تحليل ومناقشة عمل درامي فني» .
هل نفهم من كلامك ان «ناعورة الهواء» هو تونس المخفية؟
نحن لسنا متشائمون وكل ما استطيع قوله هو ان تونس ليست «ناعورة الهواء»، بل مسلسل «ناعورة الهواء» هو جانب من تونس، فتونس ليست ذلك الوجه القبيح بل هي الحب والحضارة والتاريخ والطيبة.
كيف تقبلت شخصية حنان؟
لا انكر أنّي شعرت بالخوف من هذه الشخصية وخاصة من ردّة فعل المشاهد فهل سيتقبل هذه الشخصية ام لا، فحنان شخصية معقدة هي الأم التي تحب عائلتها وتخشى على اطفالها، في نفس الوقت هي تلك المرأة القاسية التي لديها كمية حقد وكره لا حدود لهما ولعل هذا التناقض في الشخصية هو الذي اخافني فأنا كنت مطالبة ان اكون صادقة في اداء دور الشرّ وصادقة ايضا في اداء دور المرأة الحنونة والطيبة مع عائلتها،
صراحة الم تخشوا من عواقب تسليط الضوء على كل تلك الملفات ومن ان يسبب لكم هذا العمل مشاكل انتم في غنى عنها؟
ولماذا نخاف، هل يستطيع أحد أن ينكر أن هناك أطفال خطفوا وقتلوا لأغراض مجهولة، وان هناك جهات تهتم بشبكات الدعارة خاصة في الخليج، وان هناك شركات مهمتها استغلال الاطفال لتحقيق الربح ... نحن نعالج آفات اجتماعية بالفن والابداع ولن يخيفنا اي كان مادمنا نؤمن برسالتنا، وهنا اتساءل هل كان ينبغي علينا على سبيل المثال تصوير مشاهد اجراء عملية في «البطحاء» عوضا عن المصحات حتى لا نزعج اصحاب المصحات، ثم ملف المتاجرة بالاعضاء لا يمكن ان يكون سوى في كلينيك.
لكن سامي الفهري تحدث عن السجون والانتهاكات داخله فوجد نفسه مدانا بل وصل الامر حد مطالبة نقابة السجون والاصلاح بايقاف العمل ؟
اعتقد ان ما جدّ مؤخرا من احداث بسبب مسلسل مكتوب هو مجرد زوبعة في فنجان، فسامي الفهري لا يتحمل مسؤولية ما حصل فهو مخرج ومنتج لعمل درامي طلب تمكينه من السجن لتصوير بعض المشاهد فرحب المسؤولون بالفكرة ووافقوا على طلبه، هنا يجب تحميل المسؤولية لمن مكن الفهري من رخصة تصوير داخل السجن وليس لسامي الفهري الذي من الطبيعي جدا ان يستغل هذه الفرصة خاصة وانه لم يقم باقتحامه او تدليس الترخيص، وبالتالي الاشكال داخلي وعلى نقابة السجون حلّه دون شوشرة مبالغ فيها، فمسلسل مكتوب وقع تصويره وانتهى الأمر ويبث حاليا وله نسب مشاهدة محترمة جدا...
رغم تحول مسلسل «ناعورة الهواء» الى حديث الشارع التونسي فانه لم يحقق الى حد الآن المرتبة الأولى من ناحية نسب المشاهدة فإلى ما يعود ذلك حسب تقديرك؟
شخصيا لا يمكنني التشكيك في مصداقية شركات سبر الآراء فهذه المهمة موكلة لهم وكل يتحمل مسؤوليته ..من جهتي اعتقد ان توقيت بث مسلسل «ناعورة الهواء» هو السبب في عدم احتلال المرتبة الأولى وهنا اشير الى ان التونسي يصاب بالكسل اثر آذان المغرب بمعنى ان هو غيّر لوحة التحكم الى قناة التونسية على سبيل المثال لمتابعة برنامج دليلك ملك فلن يعيدها مرة اخرى الى الوطنية ... بصفة عامة انا لا اهتم بنسب المشاهدة طالما المسلسل يحظى بمتابعة واهتمام جلّ الشعب التونسي .
ماهي ابرز الاعمال الدرامية التي شدّت انتباهك؟
يكمن الاشكال في أن آذان المغرب في فرنسا يكون على الساعة العاشرة ليلا وهو ما يحول دون متابعتي لكل الاعمال فنحن هنا نصوم قرابة الـ19 ساعة وبالتالي نكون منهكون جدا، وهذا لا يمنع اني شاهدت سيتكوم «نسيبتي العزيزة» كما اعترف انه ولاول مرة اشاهد عملا شاركت فيه..
لماذا لم نشاهد ريم الرياحي مجددا في الفوازير؟
لقد قدمت آخر نسخة من الفوزاير على الوطنية وكان ذلك سنة 2000، مع العلم انني قدمت الفوازير سنة 1996، ثم اضطرتني ظروفي العائلية إلى الابتعاد كما اني انجبت 3 أطفال، في المقابل اتساءل بدوري عن سرّ عدم انتاج هذه المنوعات الاستعراضية..شخصيا لا اعتقد ان رؤوف كوكة كان سيرفض لو اقترح عليه هذا الموضوع.. وكل ما اتمناه الآن هو ان يقع انتاج الفوزاير للموسم القادم ففي تونس هناك العديد من الفتيات الجميلات والرشيقات، وهذا المجال ليس حكرا على ريم الرياحي او اخريات، مع العلم ان الفوازير اقل تكلفة بكثير من بقية الاعمال الرمضانية.
هل تتابعين المشهد السياسي التونسي، وماهي قراءتك له؟
لست متفائلة بالمرة، لان المشهد السياسي الحالي مريض وعليل، الادهى والأمّر ان البعض مازال ينتظر ان تحل الطبقة السياسية مشاكل البلاد والعباد، وهذا امر مستحيل بنظري لان مهمة السياسيين الوحيدة هي توزيع الاحلام والاوهام. صراحة كل ما اتمناه اليوم هو ان تعود تونس كما كانت واقصد بكلامي الامن والأمان والا نشعر بالخوف وعدم الاطمئنان خاصة مع تفشي آفة الارهاب، وهنا اؤكد ان الردع هو المطلوب فالفوضى تتطلب الردع حتى ولو كان ذلك على حساب الديمقراطية.
ومن سيفوز بصوت ريم الرياحي في الانتخابات القادمة؟
اكيد صوتي سيمنح لتونس، وللحزب الذي سيوفر الأمن والأمان ولن يمنح للحزب الاكثر ديمقراطية ولا للحزب الأكثر إسلاما. يجب ان نبحث عن الطرق الكفيلة بالقضاء نهائيا على الارهاب ...

حاورتها: سناء الماجري